داء ودواء

التهاب الكبد بي B

التهاب الكبد بي B هو عدوى كبدية يمكن أن تهدد حياة المصاب بها، وهي ناجمة عن الفيروس المسبب لهذا الالتهاب. ويمثل هذا الالتهاب مشكلة صحية عالمية رئيسية. ويمكن أن يسبب عدوى مزمنة ويزيد خطر تعرض الناس للوفاة بسبب تليف الكبد وسرطان الكبد.

وهناك لقاح مأمون وناجع يقي من العدوى بالتهاب الكبد B بنسبة 98-100%. وتحول الوقاية من العدوى بالتهاب الكبد B دون الإصابة بمضاعفات المرض التي تشمل الإصابة بأمراض مزمنة وسرطان الكبد.

حقائق عن التهاب الكبد بي B

  • التهاب الكبد بي B هو عدوى فيروسية تصيب الكبد ويمكن أن تسبب أمراضاً حادة ومزمنة على حد سواء.
  • تنتقل العدوى بالفيروس في أغلب الأحيان من الأم إلى الطفل أثناء الولادة والوضع، ومن خلال ملامسة دم شخص مصاب بالعدوى أو سوائل جسمه الأخرى، بما في ذلك ممارسة الجنس مع شريك مصاب بالعدوى، والحقن غير المأمونة أو التعرض لأدوات حادة في سياق الرعاية الصحية أو السياقات المجتمعية، ولدى الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن.
  • أشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية في عام 2019 إلى إصابة 296 مليون شخص بالعدوى بالتهاب الكبد B المزمن (الذي يُعَرَّف على أنه ثبوت وجود المستضد السطحي لالتهاب الكبد B).
  • سبب التهاب الكبد B في عام 2019 حسب التقديرات 000 820 حالة وفاة نجم معظمها عن تليف الكبد وتسرطن الخلايا الكبدية (أي سرطان الكبد الأولي).
  • في عام 2019، كان 30,4 مليون شخص (ما يُقدّر بنسبة 10% من مجموع الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد B) على علمٍ بإصابتهم بالعدوى في حين كان 6,6 ملايين شخص (22%) من الأشخاص الذين شُخِّصت حالتهم يتلقون العلاج. ووفقاً لأحدث تقديرات المنظمة، انخفضت نسبة الأطفال دون سن الخامسة المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد B المزمن إلى أقل بقليل من 1% في عام 2019 بعد أن كانت تناهز نسبتهم 5% في حقبة ما قبل اللقاح التي تغطي الفترة المتراوحة بين الثمانينات ومطلع القرن الحادي والعشرين.
  • تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه في عام 2019، هناك حوالي 1,5 مليون إصابة جديدة بالتهاب الكبد B كل عام، على الرغم من وجود لقاح عالي النجاعة.
  • يمكن الوقاية من التهاب الكبد B عن طريق لقاحات مأمونة ومتوافرة وناجعة ومن خلال العلاج الوقائي بمضادات الفيروسات أثناء الحمل.

الأعراض

لا تظهر أي أعراض على معظم الناس عند إصابتهم حديثاً بالعدوى. ومع ذلك، يُصاب بعض الأشخاص باعتلال حاد وتظهر عليهم أعراض تدوم عدة أسابيع وتشمل اصفرار البشرة والعيون (اليرقان)، والبول الداكن، والإجهاد الشديد، والغثيان، والقيء، وآلام البطن. ويمكن لمجموعة فرعية صغيرة من الأشخاص المعانين من التهاب الكبد الحاد أن تُصاب بفشل كبدي حاد قد يسبب الوفاة.

وقد يسبب فيروس التهاب الكبد B أيضاً لدى بعض الأشخاص الإصابة بالتهاب كبدي مزمن يمكن أن يتحوّل لاحقاً إلى تليف الكبد (تندب الكبد) أو إلى سرطان الكبد.

انتقال العدوى

في المناطق التي يتوطنها المرض بشدة، تنتقل العدوى بالتهاب الكبد B في أغلب الأحيان من الأم إلى الطفل عند الولادة (انتقال العدوى في الفترة المحيطة بالولادة) أو عن طريق الانتقال الأفقي للعدوى (التعرض لدم ملوَّث)، ولا سيما من طفل مصاب بالعدوى إلى طفل غير مصاب بها خلال أول خمس سنوات من العمر. والإصابة بالعدوى المزمنة شائعة جداً لدى الرضع المصابين بالعدوى عن طريق أمهاتهم أو قبل بلوغ سن الخامسة.

كما ينتشر التهاب الكبد B بسبب الإصابات الناجمة عن إبر الحقن، والوشم، وثقب الجلد، والتعرض للدم المُلَوَّث وسوائل الجسم الأخرى مثل اللعاب والسوائل الحيضية والمهبلية والمنوية.

وقد تنتقل العدوى بالفيروس أيضاً عن طريق إعادة استخدام الإبر والمحاقن أو الأدوات الحادة الملوثة في سياقات الرعاية الصحية أو السياقات المجتمعية أو لدى الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن. وقد تحدث الإصابة بالعدوى خلال العمليات الطبية والجراحية والعمليات الخاصة بطب الأسنان أو عن طريق الوشم أو استخدام أمواس الحلاقة وما يشابهها من أدوات ملطخة بالدم الملوَّث.

إضافة إلى ذلك، قد تحدث الإصابة بالتهاب الكبد B بالانتقال الجنسي، لا سيما بين الأشخاص غير المطعّمين الذين يعاشرون أشخاصاً متعددين.

وتؤدي العدوى بالتهاب الكبد B المكتسبة بعد البلوغ إلى الإصابة بالتهاب الكبد المزمن في أقل من 50% من الحالات، فيما تؤدي العدوى في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة إلى الإصابة بالتهاب الكبد المزمن في 95% من الحالات. ويمكن أن يبقى فيروس التهاب الكبد B على قيد الحياة خارج الجسم لمدة 7 أيام على الأقل. وقد يظل خلال هذه الفترة يسبب العدوى إذا ما دخل جسم شخص غير محمي باللقاح. وفترة حضانة فيروس التهاب الكبد B هي 75 يوماً في المتوسط لكنها قد تتراوح بين 30 يوماً و180 يوماً. ويمكن الكشف عن الفيروس في غضون فترة تتراوح بين 30 يوماً و60 يوماً بعد الإصابة بالعدوى وبمقدور الفيروس الاستمرار والتحول إلى التهاب الكبد B المزمن، خصوصاً إذا انتقل للشخص أثناء مرحلة الرضاعة أو الطفولة.

العلاج

لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد B الحاد. ولذلك، ترمي الرعاية إلى الحفاظ على راحة المريض وتمتعه بتوازن تغذوي مناسب، بما يشمل التعويض عن السوائل المفقودة بسبب القيء والإسهال. والجانب الأهم هو تحاشي إعطاء أدوية بلا داعٍ. وينبغي تفادي إعطاء المرضى الدواء المركب أسيتامينوفين/باراسيتامول والأدوية المضادة للقيء.

ويمكن علاج العدوى بالتهاب الكبد B المزمن بالأدوية، بما فيها الأدوية الفموية المضادة للفيروسات. وبمقدور العلاج أن يبطئ تفاقم تليف الكبد ويحد من معدلات الإصابة بسرطان الكبد ويعزز بقاء المريض على قيد الحياة لأجل طويل. وتقدّر منظمة الصحة العالمية أن العلاج لازم لنسبة تتراوح بين 12% و25% فقط من المصابين بالتهاب الكبد B المزمن (حسب السياق ومعايير الأهلية).

وتوصي المنظمة باستخدام العلاج الفموي بدواء تينوفوفير أو دواء إنتيكافير، باعتبارهما أكثر الأدوية فاعليةً للقضاء على فيروس التهاب الكبد B. ونادراً ما يؤدي هذان العلاجان إلى ظهور مقاومة للأدوية مقارنة بأدوية أخرى. ويتسم كلاهما بسهولة تناولهما (قرص واحد في اليوم) وينطويان على آثار جانبية قليلة ويحتاجان بالتالي إلى مراقبة محدودة فقط.

وإنتيكافير دواء غير مشمول بحماية براءة اختراع. وكان بمقدور جميع البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط في عام 2017 شراء دواء إنتيكافير الجنيس بشكل قانوني، وإن سُجّل اختلاف كبير في تكاليف شرائه ومدى توافره. ولم يعد دواء تينوفوفير مشمولاً بحماية براءة اختراع في أي مكان بالعالم. وانخفض متوسط سعر دواء تينوفوفير الجنيس الذي خضع لاختبار المنظمة المسبق للصلاحية في السوق الدولية من 208 دولارات أمريكية سنوياً إلى 32 دولاراً أمريكياً سنوياً في عام 2016.

ويؤدي العلاج لدى معظم الأشخاص إلى كبح تنسخ الفيروس، وإن كان لا يشفي من التهاب الكبد B. ولذلك، يتعين على معظم الأشخاص الذين يباشرون العلاج المضاد لالتهاب الكبد B أن يواصلوا تناوله طوال حياتهم.

وما زالت فرص الوصول إلى تشخيص التهاب الكبد B وعلاجه محدودة في العديد من السياقات ذات الموارد الشحيحة. وفي عام 2019، كان 10% (30,4 مليون شخص) من مجموع 296 مليون شخص مصاب بفيروس التهاب الكبد B، على علمٍ بإصابتهم بالعدوى. وفي صفوف الأشخاص الذين شُخِّصت حالتهم بلغ معدل التغطية بالعلاج 22% (6,6 ملايين شخص). ولا تُشَخَّص حالة العديد من الأشخاص إلا عندما تصبح إصابتهم بمرض الكبد في طور متقدم.

ومن بين المضاعفات الطويلة الأمد الناجمة عن العدوى بفيروس التهاب الكبد B، تسبب أمراض الكبد المتقدمة مثل تليف الكبد وتسرطن الخلايا الكبدية مستوى مرتفعاً من المراضة والوفيات. ويتفاقم سرطان الكبد بسرعة، وتكون حصيلته سيئة عموماً نظراً لمحدودية الخيارات العلاجية. ففي السياقات المنخفضة الدخل، يلقى أغلب الأشخاص المصابين بسرطان الكبد حتفهم في غضون أشهر قليلة بعد تشخيص المرض. أما في البلدان المرتفعة الدخل، فيمكن أن تطيل الجراحة والمعالجة الكيميائية عمر المرضى لبضع سنوات. وتُستخدم عمليات زرع الكبد أحياناً لعلاج المصابين بتليف الكبد أو سرطان الكبد في هذه البلدان، بدرجات متفاوتة من النجاح.

زر الذهاب إلى الأعلى