التهاب الكبد سي C

يسبب فيروس التهاب الكبد سي C التهاباً حاداً ومزمناً على السواء. وعادةً ما تكون الالتهابات الحادة غير مصحوبة بأعراض ومعظمها لا يؤدي إلى مرض مهدد للحياة. فحوالي 30% (15-45%) من الأشخاص المصابين بالعدوى يتخلصون تلقائياً من الفيروس في غضون 6 أشهر بعد الإصابة بالعدوى دون الحصول على أي علاج.

أما النسبة المتبقية، أي 70% (55-85%) من الأشخاص المصابين بالعدوى، فتتحوّل العدوى بفيروس التهاب الكبد C لديهم إلى إصابة مزمنة. ولدى هؤلاء المصابين بالتهاب مزمن، تتراوح نسبة خطر الإصابة بتليف الكبد بين 15% و30% خلال 20 سنة.

حقائق عن التهاب الكبد سي C

التوزيع الجغرافي

يتفاوت عبء العدوى بالتهاب الكبد C بين أنحاء العالم ويوجد في جميع أقاليم المنظمة. وتقدّر المنظمة عبء التهاب الكبدC في إقليمي الشرق الأوسط والإقليم الأوروبي بنحو 12 مليون شخص في كل منهما. أما في إقليمي جنوب شرق آسيا وإقليم غرب المحيط الهادئ، فتُقدّر المنظمة وجود 10 ملايين إصابة مزمنة في كل منهما، بينما يُقدّر عدد الإصابات المزمنة في إقليمي أفريقيا والأمريكتين بنحو 9 ملايين شخص و5 ملايين شخص لكل منهما، على التوالي.

الأعراض

تتراوح فترة حضانة التهاب الكبد C بين أسبوعين و6 شهور. وفي أعقاب الإصابة بالعدوى الأولية، لا تظهر أي أعراض على حوالي 80% من الأشخاص المصابين بها. أما من يعانون من أعراض حادة فقد تظهر عليهم أعراض الحمى والتعب وقلة الشهية والغثيان والقيء وآلام البطن والبول الداكن والبراز الشاحب اللون وآلام المفاصل واليرقان (اصفرار البشرة وبياض العين.

انتقال العدوى

فيروس التهاب الكبد C فيروس منقول بالدم. وتنتقل العدوى بالفيروس في أغلب الأحيان بالطرق التالية:

ولا تنتقل العدوى بالتهاب الكبد C عن طريق لبن الأم أو الطعام أو المياه أو عن طريق المخالطة العابرة مثل العناق والتقبيل وتقاسم الطعام أو المشروبات مع الشخص المصاب بالعدوى.

وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية بلغ عدد الحالات الجديدة للإصابة بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C ما مجموعه 1,5 مليون حالة في العالم في عام 2019.

العلاج

لا تستدعي العدوى الجديدة بفيروس التهاب الكبد C العلاج دائماً إذ يتخلص بعض الأشخاص من العدوى بفضل استجابتهم المناعية. ولكن يكون العلاج ضرورياً إذا أصبحت العدوى بالفيروس مزمنة. والهدف من علاج التهاب الكبد C هو الشفاء من المرض.

وفي المبادئ التوجيهية للمنظمة التي حُدثت عام 2018 يوصى بالعلاج بمضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر التي تستهدف جميع الأنماط الجينية. ومن الممكن أن يشفي العلاج بهذه المضادات معظم المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C، وتكون مدة العلاج قصيرة (بين 12 و24 أسبوعاً في المعتاد) وتعتمد على وجود تليف الكبد أو عدم وجوده.

وتوصي منظمة الصحة العالمية بتوفير العلاج لجميع المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن ممن تزيد أعمارهم على 12 عاماً. ولا تزال مضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر التي تستهدف جميع الأنماط الجينية باهظة الثمن في العديد من البلدان المرتفعة الدخل وبلدان الشريحة العليا من الدخل المتوسط. بيد أن الأسعار تراجعت تراجعاً كبيراً في بلدان كثيرة (البلدان المنخفضة الدخل وبلدان الشريحة الدُنيا من الدخل المتوسط بصفة أساسية) نظراً إلى بدء استعمال الصيغ الجنيسة من هذه الأدوية.

وتشهد فرص الحصول على العلاج المضاد لفيروس التهاب الكبد C تحسناً لكنها لا تزال محدودة للغاية. ففي عام 2019، كان ما يُقدّر بنسبة 21% (15,2 مليون شخص) من مجموع 58 مليون شخص المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد C في العالم بأسره، على علمٍ بتشخيص حالتهم. ومن مجموع هؤلاء الذين شُخّصت إصابتهم بعدوى فيروس التهاب الكبد C المزمن، كان حوالي 62% منهم (9,4 ملايين شخص) يتلقون العلاج بمضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر في أواخر عام 2019. ويلزم بذل جهد أكبر بكثير لبلوغ غاية علاج 80% من المصابين بفيروس التهاب الكبد C على مستوى العالم بحلول عام 2030.

 

Exit mobile version