قصص

قصة قصيدة أنا وليلى للشاعر حسن المرواني

يقول كاظم الساهر عندما قرأت كلمات ( انا وليلى ) بقيت ابحث عن الشاعر خمس سنوات و عندما نشرت نداء وإعلان لمعرفة مؤلف تلك القصيدة وجدت كاتب القصيدة رجل فقير مسكين وهو استاذ لغة عربية يدرس في احدى المناطق النائية ببغداد فعندما جاءني جلب لي القصيدة كاملة (33) بيت شعر وكان كل من يدعي ان هذه قصيدته يجلب لي بيتان او اربعة ابيات من القصيدة

فلما جاء حسن المرواني الى الاستوديو وبدأت بتلحين القصيدة بدأ بالبكاء … وقال لي انا لست شاعراً … لانني كتبتها تعبيراً عن حالة انسانية مررت بها ايام الدراسة الجامعية لقد اعدت لي الذكريات

قصة قصيدة أنا وليلى للشاعر حسن المرواني

حسن المرواني من العراق من مدينة ميسان كان شاب من عائلة فقيرة جدا كان يشقى ويدرس ومرت الايام و اصبح من الطلاب المجتهدين في جامعه بغداد كليه الاداب ..

كان انسان بسيط متساهل صاحب لسان وكلمات براقة بسيط اللباس ولكن داخله كنوز وماس وقعت انظاره على فتاة تسمى ليلى فاحبها واحبته واتفقوا على الزواج بعد التخرج وفي اخرٍ سنه من العام الدراسي اتت ليلى ومعها خطيبها

انصدم حسن المرواني بعدها . .ترك الدراسة لفترة زمنية ومن حسن حظه انه لم يُرقن قيده وفي يوم التخرج دخل حسن المرواني يرتدي قاط اسود ولكن الدمعه مخنوقة باعجوبة

سلم على الاصدقاء وجلس معهم قليلا من الوقت قبل ذلك بيومين قال حسن المرٍواني لصديقة اشرف الكاظمي انهُ كتب قصيدة لكن ليس بوسعه ان يقراها

فقال له اشرف سنرى عزيزي من الاعز (ان تقراها أو تخسرني) وبعد نصف ساعة من جلوس حسن المرواني على الطاولة مع اصدقاءه . . الا وصوت ينادي . .

ستسمعون الان يا اخوان قصيدة من حسن المرواني فوقف حسن مندهش و الانظار تلتفت اليه اجبرته تلك الانظار على النهوض فمسك الميكروفون . . وقال . .

سألقي لكم قصيدتي الاخيرة … في هذه المسيرة فالتفت ونظر الى الحبيبة بنظرات محزنه وخطيبها يقف بجانبها . . وقال . . (باللون الاحمر القصيدة)

ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي . . و استسلمت لرياح اليأس راياتي

جفت على بابك الموصود ازمنتي … ليلى وما اثمرت شيء نداءاتي

فبكت ليلى وذهبت وجلست في المقعد الاخير ودموعها تحرق وجنتيها

فنظر اليها من جديد . . ونظرة سريعة الى الخطيب وقال . .

عامان ما رفني لحن على وترا . . ولا استفاقت على نور سماواتي .

اعتق الحب في قلبي و اعصرهُ . . . فارشف الهم في مغبر كاساتي . .

قالت يكفي يا مرواني . . ارجوك . .

ضعف مرواني واراد ان يترك الميكرفون إلا ان اشرف صرخ اكمل ..

نزلت اول دمعة من دموع حسن المرواني وبدأت عينه بالاحمرار . .وقال

ممزق انا لا جاه ولا ترف .. يغريكِ فيا . .فخليني لأهاتي . .

لو تعصرين سنين العمر اكملها .. لسال منها نزيف من جراحاتي ..

فأشار اليها بإصبع الشهادة وبكل حرارة .. وقال

لو كنتُ ذا ترف ما كنتِ رافضةً حبي . . ولكن عسر الحال فُقْرَ الحال ضعف الحال مأساتي .

عانيت عانيت … لا حزني ابوح بهِ ولستي تدرين شيء عن معاناتي . .

امشي و اضحك . .يا ليلى مكابرةً . . عَلِّيْ اخبي عن الناس احتظاراتي ..

لا الناس تعرف ما أَمْري فتعذرهُ ولا سبيل لديهم في مواساتي . . .

يرسو بجَفْنَيّ حرمان يمص دمي .. ويستبيحُ اذا شاء ابتساماتي . .

معذورة أنت يا ليلى . . ان اجهضتي لي املي ..لا الذنب ذنبك . . بل كانت حماقاتي .

اضعت في عرب الصحراء قافلتي وجئت ابحث في عينيك عن ذاتي . .

وجئتُ احضانك الخضراء ممتشيا كالطفل احمل احلامي البريئاتي . . .

غرستي كفك تجتثين اوردتي . . وتسحقين بلا رفق بلا رفق مسراتي . .

فبكى اشرف . . . وقبل حسن . . وقال اكمل

فقال

وا غربتاه مُضَاعٌ هاجرت مدني عني .. وما ابحرت منها شراعاتي …

وصرخ

نُفِيْتُ و استوطن الاغراب في بلدي ودمروا كل اشيائي الحبيباتي . .

فكل من كان موجود بالقاعة قد حزن على الكلمات وعلى شكله . .

فلتفت عليها وقال ..

خانتكِ عيناكِ . . في زيف وفي كذب . .

والتفت على خطيبها وقال …

أم غرك البُهْرج الخداع … مولاتي

فراشة جئت القي كحل اجنحتي لديك فحترقت ظلماً جناحاتي . .

اصيح و السيفُ مزروع بخاصرتي و الغدر حطم امالي العريضاتي . .

وقالت وهي فائضة بالدموع يكفي ارجوك حسن ارغموني على ذلك . .لأنه ابن عمي

. .فصرخ . .

و انتي ايضا ألا تبت يداكِ . . اذا اثرتي قتلي و استعذبتي أَنَّاتي . .

من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي اذاً سَتُمْسِي بلا ليلى . . ليلى . .

 فلتفتت .. وقال . . حكاياتي . .

فترك الميكرفون واحتضنه اشرف وقبله وقال له . . ياويلي . .

قد ادمع عين الناظرين اليه .. ودمج الاذنين مع البكاء

وخرج و بعد خمس دقائق . . ليلى كان لها اب قاسيا جدا .. وخطبها لابن العم فذهب ابن العم لحسن المرواني وقال . .

انا اسف ما كنتُ اعرف بهذا . .والله . .

قد جرت احداث هذه القصة في سنة 1979 ورحل حسن المرواني وسافر الى الامارات بسببها .. وبقى هناك اكثر من 16 عام ..والى يومنا هذا.

اما القصيدة فقد خُطت على جدار جامعة بغداد وهي موجودة الى الان تخليداً لذلك الحب الرائع المحزن…

زر الذهاب إلى الأعلى