شعر

من أنت كيف اقتحمت الأرض قاطبة

‏أهكذا تَسجن الدنيا ومن فيها
‏سجناً يُكبّل قاصيها ودانيها ؟!

‏ماذا دهاك” كُرونا” أنت مُختبئٌ
‏عن أعيُنٍ لم تزل تبكي بواكيها؟

‏حجبتَ كلّ حبيبٍ عن أحبّته
‏فما تُصافحُ كفٌّ مَن يُحيّيها

‏حرَمْتَهم من لقاءاتٍ مُحَبَّبةٍ
‏فلم يَعُدْ يجمعُ القُرْبى تلاقيها
‏⁧‬⁩

‏من أنت كيف اقتحمتَ الأرض قاطبةً
‏حتى سرى منك رعبٌ في نواحيها ؟!

‏أما خشيتَ القوى الكبرى وما ملكت
‏من العتادِ ، وما ضمّت صَياصِيها ؟!

‏أصبحتَ قوّةَ زحفٍ لا نَظيرَ لها
‏بينَ العبادِ فلا شيءٌ يُجاريها

‏كلُّ العتادِ الذي في الأرضِ ليس له
‏معنىً، أمامكَ باعَ الحربَ شاريها

‏الناس تصرخُ “كورونا” وأنتَ بلا
‏خوفٍ تهاجمُها ، تغشى نواديها

‏من أنت؟ قال أنا من جُندِ خالقنا
‏قضى فأمضى وأعطى القوسَ باريها

‏خذوا بأسبابِ دنياكم ولا تقفوا
‏وقوفَ مُضطربٍ ، فاللهُ حاميها

‏كَرِّي وفَرِّي بأمر الله وهو بكم
‏أدرى، ويعلم ما تُخفي خَوافيها

مدّوا إليه أيادي المُخبِتينَ له
‏واستَمطِروا رحمةً تجري سواقيها

‏فِرّوا إلى الله منّي واطلبوا فرجاً
‏فالله مالكُ دنياكم ومافيها

القصيدة للدكتور / عبدالرحمن العشماوي

الرياض 29/7/1441


‏⁧

زر الذهاب إلى الأعلى