قصص

قصة الاصمعي مع الاعرابي

قال الاصمعي : اقبلت ذات يوم من جامع بالبصرة وظهر لي أعرابي على قعود (جمل) ومعه سيف وقوس ولما اقترب مني سلم وقال ممن الرجل؟ فقلت من بني الاصمع

فسألني من أين أقبلت ، فقلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن

قال : وللرحمن كلام يتلوه الادميون

قلت : نعم

قال : اتلُ عليّ شيئاً منه

قلت : له انزل عن قعودك

فنزل , فتلوت عليه سورة الذاريات حتى وصلت إلى قوله تعالى : ( وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )

قال : يا أصمعي هذا كلام الرحمن ؟

قلت : نعم والذي بعث محمداً بالحق إنه لكلام الله أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم

قال : حسبك , ثم قام إلى بعيره ونحره وقطعه وقال للاصمعي أعني على تفريقه وتوزيعه على الناس.

ثم ولّى إلى البادية وهو يقول ( وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )

فلما حججت مع الرشيد في السنة التالية ودخلت مكة وأنا اطوف بالكعبة إذ رآني الاعرابي فأقبل نحوي وجسمه نحيل مصفر فسلم وأخذ بيدي وأجلسني وراء المقام وقال لي : اتل كلام الرحمن.

فتلوت عليه سورة الذاريات حتى انتهيت إلى قوله (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)

فصاح الأعرابي : وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً ..

ثم قال الاعرابي : وهل غير هذا ؟

قلت : نعم .. فأكملت له الآية التي بعدها ( فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ )

فصاح الاعرابي مرة اخرى وقال : ياسبحان الله من الذي أغضب الجليل حتى حلف ؟ ألم يصدقوه حتى لجأ إلى اليمين ؟

فرددها الأعرابي ثلاثاً ثم فاضت روحه ومات

 

زر الذهاب إلى الأعلى