قصيدة مررت على المقابر ذات يوم

قصيدة مررت على المقابر ذات يوم

 

مررت على المقابر ذات يوم … بسفح الحصن كي ابكي الجدودا
فسالت ادمع العينين حزنا … وتحنانا فبللت الخدودا
سلام معشر الاموات أنّا … لقينا بعدكم عيشا نكيدا
وكيف يطيب للمكلوم عيش … واحباب له سكنوا اللحودا
اذا ماخلتهم تلقاء عيني … تكاد بي الفسيحة ان تميدا
اننساهم وكيف الخل ينسى … وقد عشنا بهم زمنا مديدا
وقفت على ضريح اخي وقلبي … يصفق بين اضلاعي شريدا
فناديت العواطف في فؤادي … واحساسي قفا نبكي الفقيدا
شقيقي مهجتي يانور عيني … مزارك لو دنى مني بعيدا
سقا الله الليالي يوم كنا … نعيش بها على الدنيا السعودا
مضت تلك الليالي مسرعات … كأنا ماقضيناها عقودا
هنا في بيتنا عشنا زماناً … وتحت ظلاله كنا اسودا
الى الله الكريم ابث حزني … واحسب ان ميتنا شهيدا
الهي لاتؤاخذني فإني اكّن … لسيدي حبا شديدا
يفوق الوصف بل كل القوافي … وماقلبي الذي يبكي حديدا
ارى الدنيا بدون اخي جحيما … وبهجتها على قلبي قيودا
إلهي إن في جنبيّ قلب … له شجن يجرحه الصدودا
فكيف وخله في القبر ميت … فمهما أن شوقا لن يفيدا
ولست على قضائك يا الهي … جزوعا لا ولن ابغي الخلودا
ولكن ثورة البركان تأبى … فتقذف نارها فتبيد بيدا
ومن لم يتعظ بالموت حقا … ففي جنبيه خفاقا بليدا
تمر به الحوادث كابحات … فلا يأبه به بل يستزيدا
قلوب من صميم الصخر قدنن … .. علاها الران فاكتسبت جمودا
فهم بالحب والشهوات سكرى … واضحوا في الدنى لهما عبيدا
فلا يرجون للرحمن وعدا … ولايخشون زجرا أو وعيدا
فقل للسادرين ألا افيقوا … فإن الموت لن يبقى وجودا

 

 

Exit mobile version